مشية البطريق بعد إطالة عظم الفخذ: لماذا تحدث وكيف نصححها؟

مشية البطريق بعد إطالة عظم الفخذ: لماذا تحدث وكيف نصححها؟ | Op. Dr. Sedat Duman

مشية البطريق بعد إطالة عظم الفخذ: لماذا تحدث وكيف نصححها؟

بعد جراحة إطالة عظم الفخذ قد يلاحظ بعض المرضى أنهم يمشون بشكل متمايل من جانب إلى آخر مع خطوات أوسع من المعتاد. هذه الصورة تُسمّى غالباً “مشية البطريق”.

في أغلب الحالات تكون هذه التغيّرات في المشي مؤقتة، وهي جزء من محاولة الجسم التكيّف مع طول الساق الجديد. عادةً لا تعني وجود:

  • إعاقة دائمة،
  • قطع في العصب، أو
  • تمزق في العضلات.

مع التوعية الصحيحة وبرنامج تمارين وتأهيل منظم تحت إشراف Op. Dr. Sedat Duman وفريقه، يمكن لمعظم المرضى العودة إلى مشية طبيعية وواثقة.

لماذا تظهر مشية البطريق بعد إطالة عظم الفخذ؟

١) تغيّر مركز ثقل الجسم

عند إطالة عظم الفخذ يتغيّر مركز ثقل الجسم قليلاً. حتى يتكيّف الدماغ والعضلات مع هذا المركز الجديد قد يميل المريض بجذعه يميناً ويساراً أثناء المشي للمحافظة على التوازن، فيظهر شكل مشية البطريق.

٢) شد في الأنسجة الجانبية للورك والرباط الحرقفي الظنبوبي (IT band)

يمكن أن تصبح الرباط الحرقفي الظنبوبي (IT band) والعضلات في الجزء الخارجي من الورك مشدودة أثناء فترة الإطالة. هذا الشد قد يسحب الساق قليلاً إلى الخارج أثناء المشي ويجعل الخطوات أعرض والمشية أكثر تمايلاً.

٣) عدم استقامة الركبة بشكل كامل

تحتاج عضلات الفخذ الأمامية إلى وقت لتتأقلم مع طول عظم الفخذ الجديد. في المرحلة الأولى قد تبقى الركبة في وضع انحناء بسيط عند تحميل الوزن. وعندما لا تصل الركبة إلى الاستقامة الكاملة يميل المريض بالجذع إلى الجانب للشعور بمزيد من الأمان، مما يزيد من مظهر مشية البطريق.

٤) حاجة الجهاز العصبي لإعادة “تعلم” الطول الجديد

يحتاج الدماغ والعضلات والمفاصل وجهاز التوازن إلى إعادة برمجة طريقة المشي مع الساق الأطول. غالباً ما تستغرق هذه الفترة حوالى 4–12 أسبوعاً، ويمكن تقصيرها من خلال التمارين الصحيحة وتدريب المشي.

كم من الوقت تستمر مشية البطريق؟

تختلف المدة من مريض لآخر، لكنها بشكل عام كالتالي:

  • الأسبوعان ٢–٦ الأولى: يكون الميل الجانبي وعدم الثبات أكثر وضوحاً.
  • الأسبوع ٦–١٢: مع تحسّن القوة والتوازن تصبح المشية أكثر ثباتاً.
  • بعد ٣–٦ أشهر: يستعيد معظم المرضى نمط مشي قريباً جداً من الطبيعي.

يعتمد معدل التحسّن على مقدار الإطالة، وقوة العضلات قبل الجراحة، ومدى التزام المريض بالتمارين الموصى بها وبـ العلاج الطبيعي عند الحاجة.

كيف تساعد التمارين في تصحيح مشية البطريق؟

يركّز برنامج التأهيل على ثلاثة أهداف رئيسية:

  • إرخاء الأنسجة المشدودة
  • تقوية العضلات المهمة حول الورك والركبة والكاحل
  • إعادة تدريب ميكانيكية المشي

التالية أمثلة لتمارين يمكن استخدامها في مرحلة التكلّس (الكونسوليديشن)، بعد موافقة الجرّاح أو أخصائي العلاج الطبيعي.

١) إرخاء الرباط الحرقفي الظنبوبي (IT band) والعضلات الجانبية للورك

بعد الإطالة قد يشعر المريض بشد وألم على الجانب الخارجي للفخذ. تقليل هذا الشد يساعد الساق على الحركة بحرية أكبر ويخفّف من انجراف القدم إلى الخارج.

أمثلة على التمارين:

  • تمدد جانبي واقف: الوقوف مع تقاطع الساقين والانحناء الخفيف للجذع بعيداً عن الجانب المشدود لتمديد الجزء الخارجي من الورك.
  • التدحرج على الـ foam roller: الاستلقاء على الجانب وتمرير الـ roller من الورك حتى قرب الركبة على طول الفخذ الخارجي.
  • ضغط نقاط مؤلمة على الورك الجانبي: الضغط الخفيف لمدة 20–30 ثانية باليد أو بكرة صغيرة على منطقة TFL في الجزء العلوي الخارجي من الورك.

القيام بهذه التمارين يومياً لعدة دقائق يساعد على تقليل الشد الجانبي وتحسين مسار الساق أثناء المشي.

تمارين إرخاء رباط الفخذ الجانبي وعضلات الورك الجانبية: إطالة جانبية أثناء الوقوف، تدليك رباط الفخذ باستخدام رولر، والضغط على نقطة الورك الجانبية لمدة 30 ثانية.

٢) تمارين استقامة الركبة بالكامل

استقامة الركبة الكاملة ضرورية لوقفة ثابتة ومحاذاة صحيحة بين الورك والحوض.

أمثلة على التمارين:

  • شد عضلة الفخذ الأمامية (Quad set): وضع منشفة صغيرة تحت الركبة والضغط للأسفل مع شد العضلة الأمامية للفخذ.
  • TKE – Terminal Knee Extension: استخدام شريط مطاطي عند مستوى الركبة لمدّ الركبة إلى الأمام حتى الاستقامة الكاملة.
  • Long Arc Quad: الجلوس على كرسي ومدّ الركبة ببطء حتى تصبح الساق مستقيمة تماماً.

هذه التمارين تقلّل من بقاء الركبة منثنية في وضع التحميل، وتمنح خطوة أكثر ثباتاً واستقامة.

تمارين تقوية بسط الركبة: شد عضلة رباعية الرؤوس (Quad Set)، تمرين تمديد الركبة بالمطاط (TKE)، وتمرين رفع الساق أثناء الجلوس (LAQ).

٣) تقوية العضلات الجانبية للورك (مفتاح ثبات الحوض)

تمنع العضلات الجانبية للورك، خاصة العضلة الألوية المتوسطة (Gluteus medius)، هبوط الحوض عند الوقوف على ساق واحدة. ضعف هذه المنطقة من أهم أسباب مشية البطريق.

أمثلة على التمارين:

  • رفع الساق في وضع الاستلقاء الجانبي: الاستلقاء على الجانب ورفع الساق العلوية بشكل مستقيم إلى الأعلى.
  • المشي الجانبي مع شريط مطاطي (Monster walk): المشي الجانبي أو القطري مع وجود شريط مقاومة حول الفخذين.
  • الإبعاد في وضع الوقوف: الوقوف مع استخدام حامل للتوازن ورفع الساق إلى الجانب.

هذا الثلاثي من أكثر المجموعات فعالية في تحسين ثبات الورك وتقليل الميل الجانبي للجسم.

تمارين تقوية عضلات الورك الجانبية: رفع الساق أثناء الاستلقاء على الجانب، المشي بالمطاط (Monster Walk)، ورفع الساق جانبياً أثناء الوقوف.

٤) تمارين التحكم في الحوض والتوازن على ساق واحدة

الحركة الزائدة لأعلى وأسفل في الحوض أثناء المشي تجعل شكل مشية البطريق أكثر وضوحاً. تساعد تمارين التحكم في الحوض على إعادة توسيط الجذع فوق الساق.

أمثلة على التمارين:

  • Hip hike: الوقوف مع وضع قدم واحدة على درجة منخفضة وإنزال ورفع الحوض من جهة الساق المتدلّية ببطء.

تمرين رفع الورك (Hip Hike) لتحسين التحكم في الحوض: الوقوف مع قدم على درجة ورفع وخفض الورك المقابل.

  • التوازن على ساق واحدة: الوقوف على ساق واحدة مع الحفاظ على الجذع مستقيماً والحوض مستوياً لمدة 10–20 ثانية.

تمرين التوازن على ساق واحدة: الوقوف على قدم واحدة لتحسين ثبات الحوض والورك.

  • Mini lateral step-down: الوقوف على درجة منخفضة وإنزال الكعب المقابل باتجاه الأرض بحركة خفيفة ومدروسة في ركبة الساق الداعمة.

تمرين النزول الجانبي: النزول بشكل جانبي من منصة بارتفاع 5–10 سم لتحسين التحكم في مفصل الورك والركبة.

تدرّب هذه التمارين الجسم على التحكم في نقل الوزن أثناء الوقوف والمشي على ساق واحدة.

٥) تمارين تقوية القدم والكاحل

تقوية عضلات القدم والكاحل تحسّن تلامس القدم مع الأرض وتزيد من التوازن العام.

أمثلة على التمارين:

  • رفع الكعب (Heel raise): الصعود على رؤوس الأصابع مع إمكانية استخدام كرسي للدعم الخفيف.

تمرين رفع الكعب: الصعود على أطراف الأصابع مع الاستناد إلى كرسي ثم النزول للأسفل.

  • تمرين “القدم القصيرة” (Short foot): رفع القوس الداخلي للقدم بلطف دون ثني الأصابع لتنشيط عضلات القدم العميقة.

تمرين القدم القصيرة: رفع القوس الداخلي للقدم بشكل خفيف لتقوية عضلات القدم وتحسين الثبات.

  • التحكم في عطف الكاحل (Dorsiflexion control): رفع القدم قليلاً عن الأرض وسحب الأصابع إلى الأعلى لمنع جرّ القدم أثناء مرحلة التأرجح في المشي.

تمرين التحكم في رفع القدم (Dorsiflexion): رفع القدم للأعلى لتقوية عضلات الساق وتحسين ثبات الكاحل.

٦) إعادة تدريب المشي (Gait Re-Training)

حتى مع وجود قوة جيدة في العضلات، يجب إعادة تدريب نمط المشي نفسه. يمكن لبعض التمارين البسيطة أن تُحدث فرقاً كبيراً.

أمثلة على التدريبات:

  • المشي من الكعب إلى الأصابع (Heel-to-toe): بدء كل خطوة بوضع الكعب أولاً ثم دحرجة القدم حتى الأصابع.
  • المشي على خط مستقيم (Line walking): المشي على خط وهمي أو مرسوم بخطوات ضيقة ومتوازنة مع إبقاء الجذع مستقيماً.
  • نقل الوزن جانبياً (Lateral weight shift): نقل الوزن ببطء من ساق إلى أخرى أثناء الوقوف مع التركيز على بقاء الحوض مستوياً.

تساعد هذه التقنيات على تحويل الخطوات الواسعة وغير المستقرة إلى مشية أكثر سلاسة وتناسقاً.

تمارين تحسين المشي: المشي من الكعب إلى الأصابع، المشي على خط مستقيم، وتحويل الوزن جانبياً.

متى يجب التواصل مع الجرّاح أو أخصائي العلاج الطبيعي؟

يُنصح بالتواصل سريعاً مع الفريق الطبي في الحالات التالية:

  • عدم تحسّن مشية البطريق على الإطلاق بعد عدة أشهر،
  • ظهور ألم شديد في الورك أو الركبة أو أسفل الظهر،
  • وجود ضعف واضح أو خدر أو وخز في الساق،
  • تكرر شعور بأن الركبة “تتخلّع” أو تنغلق أو تعلق أثناء المشي،
  • إحساس واضح ومزعج بأن إحدى الساقين أقصر أو أطول بكثير من الأخرى.

التقييم المبكر يساعد على اكتشاف المشكلات المحتملة وتصحيحها قبل أن تصبح أكثر تعقيداً.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

1) هل مشية البطريق بعد إطالة عظم الفخذ أمر طبيعي؟

نعم، ظهور مشية متمايلة لفترة مؤقتة بعد جراحة إطالة القامة أمر شائع جداً، وغالباً ما يكون جزءاً من تكيف الجسم مع طول الساق الجديد.

2) كم من الوقت تستمر عادةً؟

يلاحظ معظم المرضى تحسّناً خلال 2–3 أشهر، وفي كثير من الحالات تصبح المشية قريبة من الطبيعية بين 3 و6 أشهر.

3) هل تعني وجود ضرر دائم؟

في معظم المرضى لا. غالباً لا يوجد ضرر دائم في الأعصاب أو العضلات أو المفاصل، وإنما خلل مؤقت في توازن العضلات وعادات المشي.

4) هل تختفي بدون تمارين؟

يمكن للجسم أن يتكيّف جزئياً مع الوقت، لكن يكون التحسّن عادةً أبطأ وأقل جودة. التمارين المنتظمة تسرّع التعافي وتحسّن نوعية المشي بشكل واضح.

5) كم مرة يجب أن أمارس التمارين؟

في كثير من الحالات تكفي 10–20 دقيقة يومياً مقسّمة على عدة جلسات قصيرة. من الأفضل الجمع بين تمارين الورك والركبة والكاحل وتمارين تدريب المشي. يجب أن يضع الجرّاح أو أخصائي العلاج الطبيعي الخطة الأنسب لكل حالة.

6) هل العلاج الطبيعي في المركز ضروري للجميع؟

ليس لكل مريض، ولكن المرضى الذين يعانون من ألم شديد، أو صعوبة في الحركة، أو عدم توازن واضح يستفيدون كثيراً من جلسات العلاج الطبيعي تحت إشراف متخصص.

7) أشعر أن طول الساقين غير متساوٍ رغم أنهما متقاربتان في الصور. هل هذا طبيعي؟

نعم، الإحساس باختلاف طول الساقين شائع في المراحل الأولى، وغالباً ما يرتبط بعدم توازن العضلات والعادات الحركية وليس بفارق حقيقي في العظم. يتحسّن هذا الشعور عادةً مع الوقت والتمارين.

8) متى يمكنني العودة إلى ممارسة الرياضة؟

يمكن السماح بالأنشطة الخفيفة عادةً بعد 3–6 أشهر، لكن التوقيت الدقيق يعتمد على تكلّس العظم وقوة العضلات ونوع الرياضة. يجب الالتزام بتعليمات الجرّاح.

9) هل يمكن أن تسبّب هذه المشية مشاكل في الورك أو الركبة لاحقاً؟

مشية البطريق المؤقتة التي تتحسّن تدريجياً مع إعادة التأهيل لا يُتوقع أن تسبّب ضرراً طويل الأمد. لكن اختلال التوازن الشديد والمستمر يجب تقييمه وتصحيحه.

10) متى ينبغي أن أقلق؟

إذا لم تلاحظ أي تحسن في المشي، أو إذا ازداد الألم، أو حدثت حالات سقوط متكررة، أو شعرت بضعف شديد أو خدر في الساق، فيجب التواصل مع طبيبك دون تأخير.

نحن هنا من أجلك نحن هنا من أجلك